الجغرافیا السیاسیة الجدیدة فی المنطقة والثنائیات المستجدة
د.مهدی عزیزی ؛ خبیر سیاسی
ألقى یوم الاربعاء ٢٩ نوفمبر قائد الثورة الإسلامیة الإمام الخامنئی کلمة محوریة أمام جمع غفیر من التعبویین فی طهران، حملت العدید من الدلالات والقراءات الهامة حول التطورات الماثلة فی المنطقة، سیما مجریات الوضع فی فلسطین المحتلة ومخرجات عملیة طوفان الأقصى.
یمکن اعتبار کلمة القائد التی أکد فیها على نقاط بارزة فی غایة الأهمیة کخریطة طریق جدیدة لرسم ملامح أفق جدید لشعوب المنطقة.
فی الواقع تبلورت الیوم فی المنطقة معادلات جدیدة وباتت ماثلة بشکل کبیر على الأرض کانت قد تعاظمت منذ عام ٢٠٠٦.
ثنائیة المقاومة والإستسلام التی هیمنت على المنطقة الیوم، نقطة مفصلیة وهامة جدا لابد من تسلیط الضوء علیها بعد عدة عقود من الإحتلال الصهیونی للأراضی الفلسطینیة.
ویجب أخذ هذه النقطة بعین الإعتبار انه مع التحولات الجاریة الیوم لم یعد طابور التطبیع والتسویة فی المنطقة قادر على تحیید القضیة الفلسطینیة.
الاشارة المهمة التی تناولها القائد فی کلمته حول تبلور وتشکل نوى المقاومة فی العالم، التیار الذی تشکل بعد انتصار الثورة الإسلامیة استنادا الى افکار الإمام الخمینی، وعلى إثره بدأت تتکشف ملامح جغرافیا سیاسیة جدیدة فی المنطقة.
وما سیتمخض عن هذا التغیر فی الجغرافیا السیاسیة من نزع وخلع الوجود الأمریکی فی المنطقة، وخلق ثنائیة المقاومة او الاستسلام مقابل ثنائیة الازمات المصطنعة والمفروضة ( الفتن والنزاعات الوهمیة) والذی سیفضی تباعا لحل الأزمة الفلسطینیة.
فی الواقع لم تأل کل من امریکا والغرب جهدا إلا وبذلاه لتهمیش القضیة الفلسطینیة، واستغلوا لتحقیق ذلک ثنائیات وخطط عدیدة، لحرف القضیة الفلسطینیة عن مسارها وتحویلها من قضیة اسلامی صرفة الى قضیة عربیة.
وهنا تأتی اهمیة اشارة قائد الثورة لثنائیة الأمور المفروضة والطارئة، وما قصده سماحته هو موضوع العرب وغیر العرب والشیعة والسنة، وأسطورة الهلال الشیعی، امور اندثرت بعد عملیة طوفان الأقصى التی لعب فیها الشیعة وغیر العرب الدور الأکبر فی دعم الشعب الفلسطینی.