اللحظات القاسیة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون

الحرب التي شنّها الإحتلال منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول غارات وقصفاً مستمراً راح ضحيتها حتى لحظة قراءتك هذا المقال أكثر من ۱۲۶۶۰ طفل من بين العدد الكلّي للضحايا الذي هو أکثر من ۲۸۸۵۸. لكن هذا التقرير لا يتحدث اليوم عن هؤلاء الأطفال الشهداء، وإنما عن الضحايا الأحياء منهم. ففي هذا المجال، أجری جيمس إلدر، المتحدث العالمی باسم اليونيسف، مقابلة مع شبکة CNN الأميرکية بشأن ظروف الصعبة للأطفال في غزة. فأفاد أن الدراسات المعنية بالطفل الفلسطيني تظهر صدماتهم نفسية العنيفة التي أصابتهم إثر الحرب الإسرائیلية  القائمة. و أضاف أن غالبیة الأطفال و هم في عمر مبکر غیر مجربين حتی حرباً للمرة و لایوجد لدیهم أي مدلول عن الحرب و الصراع و القتال. فهم أکثر الأشخاص معاناةً بالنسبة للظروف، کونهم غیر قادرین علی تحکم شؤونهم الشخصية، فهذا یؤدي إلی أن تودي الأوضاع بحیاتهم بکل قساوة.
و يقول المتحدث العالمی باسم اليونيسف: «إن هناك حاجة ملحة لمساعدة أطفال غزة، الذين يعاني الکثير منهم من سوء التغذية الحاد مضافاً إلی جانب صدمات الحرب.» و یضيف الأخیر: «تشير تقديرات اليونيسف الى وجود ١٧ ألف طفل آصبحوا یتامی او ممن انفصلوا عن ذويهم و أقاربهم في غزة. و إنه رقم مذهل! اين هم؟ وكيف هي اوضاعهم؟» و وفقاً للتقدیرات تلك، فإن أکثر الأطفال هم الذين قد فقدوا عضواً -علی الأقل- من عائلاتهم، من أم و أب أو قریب من قرائبهم من الدرجة الأولی. و هناك أطفال آخرون قُتلت عائلاتهم بأكملها.
و قدّم مايكل مثالاً عن صبية بالغة من العمر سبع سنوات، التي شهدت مقتل والديها وإخوتها و تم تهجيرها مرتين، فالآن بدلاً من ان تبدأ مشیها نحو نوع من التحسن النفسي، إلا أنها لا تزال في منطقة الحرب و تعیش مع افراد آخرین من سکان المدینة، وهناك بعض المنظمات غير الحكومية المتواجدة بالمنطقة، تنشط في الملاجئ التي تستقبل هؤلاء الاطفال.
و واصل حدیثه بأن المجموعات الأوسع نطاقاً من العائلة، تعمل كل ما بوسعها، کما تستقبل هذه العائلات الاطفال غیر المنتسبین إلیهم الذین تعرضوا لآثار نفسیة لا تطاق علی مستوی الخیال.
ومن الجانب المعيشي یقول المتحدث، أنه في الوقت نفسه، یعیش كل هؤلاء الناس على وجبة واحدة أو اثنتين في احسن الظروف یومیاً کحد أقصی، کما یعیشون شحّ المیاه الصحية و هو خطير للغاية.