• دو شنبه 17 اردیبهشت 1403
  • الإثْنَيْن 27 شوال 1445
  • 2024 May 06
یکشنبه 29 بهمن 1402
کد مطلب : 218710
+
-

حرمان أطفال غزة من ذویهم

لا یفقد أطفال غزة الرعاية الوالدين فحسب، بسبب الأوضاع الکارثية، فبالإضافة إلى ذلك، یجب أن نری صدمات الحرب المتمثلة بالإصابة الجسدية المباشرة (التي غالبا ما يصحبها إصابات نفسية)، والتعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل وغيرها، الذي يترك آثارا نفسية تعيش معهم طوال حياتهم، من أهمها اضطراب كرب ما بعد الصدمة وذلك بوصفه أحد أكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال الذين يعيشون في مناطق معرضة للحروب أو يتعرضون لها. إضافة إلى اضطرابات القلق والاكتئاب، والتغيرات النفسية المتمثلة بالانسحاب العاطفي ونوبات الغضب والسلوك العدواني الذي يُحاكي إلى حدٍّ ما العنف أو الأذى الذي يختبره الطفل.
فهم، إن تفادوا قتل غارات الاحتلال الإسرائيلي لهم، فلا يمكن أن يفروا من مواجهة مباشرة مع الدمار والموت والرعب الذي يُفضي إلى كل الآثار النفسية التي ذكرناها. ولعل السبب الأوضح والأكثر مباشرة هو القصف الذي يتعرض له القطاع بشكل مستمر. يطول هذا القصف البيوت الآمنة، والمدارس، والمساجد، وحتى المشافي وأماكن تقديم الرعاية الصحية. لا يشعر الطفل الغزّي بالأمان في أي مكان كان، وهو مُعرَّضٌ لأن يغادر مسكنه في أي لحظة ليعود فيجد أنه قد سُوي بالأرض، وهي مأساة لا تغيب عن معظم أطفال القطاع الذين عايشوا حتى ولو حربا واحدة على الأقل. إضافة إلى الدمار وفقدان المنازل الذي يُحدثه القصف، فإن أصوات القنابل والانفجارات والرصاص المفاجئ الذي لا يعرف موعدا يضع الأطفال في حالة مستمرة من الخوف الدائم والرهبة والقلق.
ذلك أن تلك الأصوات ترتبط بشكل مباشر إما بفقدانهم لمنازلهم، وإما معايشتهم لفقدان أفراد العائلة والأصدقاء المحيطين بهم. يضعهم ذلك في حالة ترقب وخوف في كل وقت، ويرفع من مستويات التوتر، وهو ما يصحبه آثار نفسية سلبية على المدى البعيد. في هذا السياق، يتحدث أخصائي الطب النفسي ياسر أبو جامع عن تجربته بصفته طبيبا مقيما في مستشفى ناصر الذي يقع في الجزء الغربي من مدينة خانيونس، عن أمهات كن يُحضرن أطفالهن في منتصف الليل بسبب صراخهم المفاجئ والمستمر بلا سبب عضوي واضح.
في عام 2016، قامت إحدى الدراسات بالنظر في العلاقة بين معايشة الحروب ومدى شيوع الاضطرابات نفسية التي ذُكرت سابقا لدى أطفال غزة. أُجريت مقابلات عديدة مع ما مجموعه 251 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6-16 سنة، وخلصت النتائج إلى أن أكثر الأحداث تأثيرا على الأطفال كانت سماع أصوات القصف المدفعي والطائرات المُقاتلة، وأصوات إطلاق النار، بالإضافة إلى تذكرهم مشاهدة الأشلاء البشرية لضحايا الحرب. من بين مَن تمت مقابلتهم، أظهر 148 طفلا (أي ما تُشكِّل نسبته 59%) الأعراض السريرية لاضطراب كرب ما بعد الصدمة، وعانى 22% منهم من اضطرابات القلق، و51% منهم من اضطرابات الاكتئاب. نستعرض تاليا شهادات لأطفال ودراسات أُجريت بُعيد كل حرب عاشها أطفال غزة منذ عدوان عام 2008 وحتى اليوم.



 

این خبر را به اشتراک بگذارید
در همینه زمینه :