جيش من مرضی نفسیین

تشير الإحصائيات والتقارير الرسمية إلى تزايد الأمراض النفسية بين الجنود الصهاينة.
لیس الجیش الإسرائیلي ما نشاهده عبر شاشة التلفزيون أو ما علی اللافتات في تل إبیب، فدعونا نشاهد الجیش و نتأمله من خلال التقاریر و الأرقام التي ینشرها الجیش و السلطات الطبية و من خلال الفيديوهات التي تمّ نشرها من ساحة المعركة في غزة، یمکن سماع صراخ و بکاء و عویل جنود الجيش الإسرائيلي في أماکن غزة. فما نجده فهو مجرد دعایة للحفاظ علی نفسیات الجنود و الشعب الإسرائیلي و کبح الضغط الموجود علی
إدارة نیتانیاهو.

سلوكيات غير عادية للجنود  
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية علی الرغم من تواجد مراکز للعناية النفسية للجنود، أصبح من الواضح الآن أن العديد من القوات لديهم سلوكيات غير عادية في حرب غزة، ويقال إن هذه السلوكيات هي علامة عدم التعادل النفسي و الروحي بالنسبة لهم والتي هي ناتجة عن آثار الحرب.

انهيار نظام السلامة النفسية في تل أبيب
كانت قائمة انتظار الأطباء النفسيين في إسرائيل طويلة جدًا، خلال الحرب على غزة، لدرجة أن الأطباء النفسيين تضجروا من ضغوط العمل. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فباستثناء المواطنين الإسرائيليين، يشهد نظام العلاج النفسي الإسرائيلي الآن تدفقا للجنود العائدين من حرب غزة، وقد تسبب هذا في هؤلاء الجنود في انهيار نظام العلاج النفسي الإسرائيلي. وأعرب الدكتور شموئيل هيرشمان، رئيس جمعية الصحة النفسية الصهيونية، عن قلقه من التدفق الكبير للجنود على الأطباء النفسيين، وقال إن الجهاز الطبي يفتقر حاليا إلى حوالي 400 طبيب نفسي ويواجه أزمة بسبب هذا الوضع، لأن عددا منهم یسافرون دوماً من/إلی إسرائيل. وبحسب هذا التقرير، منذ بدایة الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أضيف نحو 300 ألف مريض نفسي إلى قائمة المرضی في المراكز المعنیة بعلاجها، وكان ثلث هؤلاء على الأقل من الجنود.

خلفية المرض المخي لدى الشباب الإسرائيليین
وحتى قبل بدایة الحرب القائمة، كان عدداً من الشباب الإسرائیلیین یعانون من مشاكل نفسية إبّان الخدمة العسكرية. ويفید تقرير نشرته «تايمز أوف إسرائيل» عام 2020 أنه في ذلك الوقت، حذر قادة الجيش من المشاكل النفسية التي يعاني منها الشباب الخاضعون لخدمة العلم. ومن بينهم، أعلن أفيف كوخافي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الإسرائيلية في ذلك الوقت، أن ثلث الرجال و نصف النساء طلبوا عدم تجنیدهم بسبب مشاكل تتعلق بالصحة النفسية. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة حينها طالب بتحسين الحالات النفسية عند الشباب للخدمة العسكرية.