• یکشنبه 29 مهر 1403
  • الأحَد 16 ربیع الثانی 1446
  • 2024 Oct 20
شنبه 18 آذر 1402
کد مطلب : 211823
لینک کوتاه : newspaper.hamshahrionline.ir/Mj6g1
+
-

المادة 99 واستمرار الإعتداءات الصهیونیة

مهدی عزیزی- خبیر سیاسی

نظراً لهول المذبحة البشریة التی ترتکب بحق أهالی غزة من قبل الکیان الصهیونی، خصوصاً أن غالبیة ضحایاها من الأطفال، ونظراً لأنها تحدث فی غضون فترة وجیزة، أرسل الأمین العام للأمم المتحدة خطابا إلى رئیس مجلس الأمن یفعّل فیه- للمرة الأولى- المادة التاسعة والتسعین من میثاق الأمم المتحدة وهی أقوى أداة بیدّ الأمین العام للأمم المتّحدة، والتی تعدّ بمثابة "ضربة قانونیة قاطعة"(حاسمة) تجاه "اسرائیل". وقال الأمین العام أنطونیو غوتیریش على موقع X (تویتر سابقاً): فی مواجهة الخطر الجسیم لانهیار النظام الإنسانی فی غزة، أحث مجلس الأمن على المساعدة فی تجنب وقوع کارثة إنسانیة وأناشد إعلان وقف إنسانی لإطلاق النار".
وبینما یتراود اسم "المادة 99" على کل شاشات الإعلام العالمیة، یتساءل العدید من المتابعین للشأن الدولی عن أهمیتها وأبعاد تفعیلها للمرّة الأولى منذ أن أصبح أمینا عاما للأمم المتحدة عام 2017، إذ تنصّ هذه المادة المذکورة على أن "للأمین العام أن ینبّه مجلس الأمن إلى أیة مسألة یرى أنها قد تهدّد حفظ السلم( السلام) والأمن الدولیین".
وبتعبیر ادقّ فالأمین العام یُفعّل عبر هذه المادة السلطة التی یمنحها له المیثاق فیما یمکن أن یُوصف بالخطوة الدستوریة الکبرى. تلک المادة تعد أقوى أداة یمتلکها الأمین العام فی إطار مـیثاق الأمم المتحدة. لهذا فإن تفعیل المادة لم یحدث منذ عقود، وإن جاءت هذه الخطوة من قبل الأمم المتحدة لأنها أقرّت بأنها تقترب من نقطة الشلل التام لعملیاتها الإنسانیة فی غزة خصوصاً أنه سقط لها 130 شهیداً من العاملین معها إثر إعتدءات الصهاینة. لم تکن هذه المرة الأولی من نوعها للجوء إلی المادة 99 التی إستخدمها غوتیریتش متأخراً بعد سقوط قرابة 17 ألفاً و500 شهید فی غزة، حیث کانت المرة الأخیرة التی استخدمت فیها هذه المادة عام 2006. وبذلک تکون هذه المادة استخدمت 10 مرات فقط منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945. وهذه المرات هی: الکونغو (13 یولیو «تموز» 1960)، وشرق باکستان (3 دیسمبر «کانون الأول» 1971)، وقبرص (16 یولیو 1974)، وأزمة الرهائن الأمیرکیین فی إیران (25 نوفمبر «تشرین الثانی» 1979)، والحرب الإیرانیة - العراقیة (23 سبتمبر «أیلول» 1980)، ولبنان (15 أغسطس «آب» 1989)، وجمهوریة الکونغو الدیمقراطیة (15 مایو «أیار» 2003)، ولیبیریا (28 یونیو «حزیران» 2003)، ولبنان (29 یولیو 2006)، والآن غزة. ولکن رغم أنها تعدّ الأداة الأقوى قانونیاً بیدّ منظمة الأمم المتحدة، وعلاوة على(إضافة إلى) أنها تعتبر بمثابة إقرار أممی بجرائم الإبادة الجماعیة غیر المسبوقة التی یرتکبها الصهاینة، إلاّ أنها لم تتمکّن من إیقاف عجلة الإجرام الصهیونیة التی تجاهلت تفعیل هذه المادة وواصلت إرتکاب جرائمها فی غزة، فمقاتلات العدو تواصل إعتداءاتها دون أی رادع، والشهداء ما زالوا یتساقطون تباعاً وبأعداد مُخیفة، والبشریة فی ذروة حنقها من الکیان الصهیونی، والدعوات العالمیة تتعاظم لمحاسبة "اسرائیل" فیما الأخیرة تواصل صمّ (صمم)آذانها أمام هذا الحجم الهائل من الدعوات الدولیة.



 

این خبر را به اشتراک بگذارید