• چهار شنبه 6 تیر 1403
  • الأرْبِعَاء 19 ذی الحجه 1445
  • 2024 Jun 26
دو شنبه 30 بهمن 1402
کد مطلب : 218787
+
-

خلافات واشنطن مع إسرائیل الوهمية

ما‌ذا وراء المسرحية الأمیرکية -الإسرائیلیة بشأن الحرب علی غزة؟

خلافات واشنطن مع إسرائیل الوهمية

 د. مهدي عزيزي

خلال الأيام الأخيرة ضجت وسائل الإعلام الخاضعة والمنضوية تحت غطرسة الولایات المتحدة الأمیرکية خاصة، بأنباء مفادها أن الخلافات المستعرة  بين بايدن ونتنياهو، بدأت تطفو على السطح، مدّعيةً أنها بلغت حدّ «الغليان»، وسط البرکان الذي تعيشه المنطقة.
حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هدنة مؤقتة  للتمكن من إطلاق سراح الأسرى، بالتزامن مع تصاعد الخلافات داخل «إسرائيل» وتهديد عضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت رئیس الحکومة بحل حكومة الحرب. وأضاف بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، مساء الجمعة الماضية أنه أجرى محادثات مكثفة مع نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية، استغرقت كل منها ساعة تقريبا، وأوضح الأمر الذي يتبناه بقوة، لأنه لابد من وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل تحریر الأسرى. وعبّر الرئيس الأميركي عن أمله ألا ينفّذ الإسرائيليون أي غزو بري واسع النطاق في منطقة رفح جنوبي غزة. المسرحية الأمريكية والتي نجح في أدائها بايدن لاعباً دور مساعد لبطل الجريمة على الفلسطينيين، تأتي في وقت نقلت صحيفة بوليتيكو الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الخلافات بين بايدن ونتنياهو تتفاقم یوماً بعد آخر، وهو ما يبدو إعداد مسبق لضجّة إعلامية يعتزم البيت الأبيض إطلاقها تبريراً وتسويغاً لما سيحدث وفقاً للتنسيق بين الأمريكان والصهاينة في قضية العدوان على غزة. فلا شكّ أن إدعاءات وسائل الاعلام الامیريكية بوجود خلاف بين بايدن ونتنياهو بشأن شنّ العدوان على رفح جنوب قطاع غزة هراء بحت و عروض دعائية خبيث، يريدون من ورائه تحقيق عدّة أهداف شريرة. فالرسالة التي جاءت من الولايات المتحدة طوال الأسبوع والتي تظهر وجود ضغط امريكي لمنع الصهيانة من مواصلة عدوانهم تبعث على التأمل، خاصة أنها تأتي رغم سقوط أكثر من 28 ألف مواطن فلسطيني في غزة جلّهم من الأطفال والنساء، وفيما بات الهجوم على رفح موضعا لتعلیقات وتكهنات نشطاء في الإعلام، يرى الخبراء بأن الخلاف الدعائي بين بايدن ونتنياهو يهدف الى الضغط على حركة حماس كي تتخلى عن شروطها لتسليم ما لديها من رهائن، في حين اعتبر بعض المحللين بأن إسرائيل تريد السيطرة فعلا على كامل القطاع. والحقيقة هي أن إسرائيل ماضية في حملتها العسكرية وتدمير كل ما في القطاع وجعله غير مؤهل للحياة، وملاحقة السكان من قطر الی آخر حتى لجؤوهم إلی الهجرة.
 لا شك أن نتنياهو بإصراره الإجرامي الجامح على شنّ عدوان ارهابي على غزة، لا يأتي دون تلقي ضوء أخضر أمیركي حاسم، وهذا الأمر لا غبار عليه، أما بشأن المخاتلات والتصريحات الإستعراضية الجوفاء إزاء رفض بايدن لأي عملية عسكرية من شأنها أن تفاقم أوضاع المدنيين في قطاع غزة، لا یتعدى كونه عروض انتخابية تحسباً لماراثون الانتخابات الرئاسية التي يستعد لها بايدن، و هو یأمل فوزه فيها ضئآلة في ظلّ حالة السخط الشعبي العارم في الشارع الأمیركي من الدعم العشوائي للكيان الصهيوني و خاصة في الجانب المالي والعتاد العسکري، لهذا وللعديد من المجريات الأخرى كل ما تداولته وسائل الاعلام بشأن الخلاف المزعوم بين بايدن ونتنياهو لا يتعدى المثل السائر «أسمع جعجعة و لا أری طحناً.

 

این خبر را به اشتراک بگذارید