أصدقاء اسرائيل أعداء لإرادة الشعوب
د. مهدي عزیزي، خبیر سیاسي
لا يخفى على أي مضطلع في شؤون وتطورات المنطقة مدی العلاقة الوطيدة بين الكيان الصهیوني وكل من إقليم كردستان العراقي المتفاعل مع الصهيانة و أطراف أخری في المنطقة. و هي علاقة تتأرجح بين السر والعلانية، فمن ناحية تشدها علاقات إقتصادية وتجارية و عسكرية وثیقة، لكنها متسترة خلف ستار العار بين اسرائيل و زملائها. ومن جانب آخر تجمع إقليم كردستان العراق الجار الغربي لايران علاقات علنية نفعية بين أربيل وتل أبيب تشمل كافة المجالات.
اذ بلغت العلاقات بينهما إلی ذروتها، الى أن فتحت مقرات مزودة بالعتاد والمعدات والأجهزة العسكرية الحديثة على أراضي الإقليم، إضافة إلی قيامه باستخراج النفط العراقي بكميات هائلة و بیعها بثمن رخیص لإسرائيل تلبية لحاجاتها. كل هذا يأتي معارضاً لقرارات الحكومة المركزية في بغداد التي ترفض أي تواجد صهیوني على أراضيها.
ومن ناحية أخرى، فيما تدعي تركيا رفضها وإدانتها الشديدين للعدوان الإجرامي على غزة، وتتشدق بدعمها للشعب الفلسطيني، نشهد نمو علاقاتها التجارية مع الکیان الصهیوني، حيث تربطها علاقات اقتصادية قوية مع هذا الكيان تصل الى ٣ مليارات دولار، في حين تربط اذربيجان واسرائيل علاقات سياسية وتجارية وعسكرية وطيدة، حذرت منها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أکثر من مناسبة.
وبعيدا عن الدور الإستفزازي لهذه العلاقات القائمة بين هذه الدول وكيان الاحتلال المنبوذ، و امتعاض شعوب المنطقة من هذا الأمر، تحول إقليم كردستان إلی حاضنة لمقرات الموساد التي تلعب دورا في تأجیج الصراعات و إزالة الأمن في المنطقة، خاصة من جانب توجيه ضربات عدوانية للجمهورية الاسلامية الايرانية، فالعمليات الارهابية التي استهدفت علماء ايران النوويين وعلى رأسهم الشهيد فخري زاده، تم تدبيرها و تخطیطها في هذا الإقليم، هذا مع غض النظر عن تهريب الأسلحة والمعدات العسکرية التي تتزود بها أيدي الإرهابيين المتلطخة بدماء الأبریاء لتنفیذ عملیاتهم الإجرامية في ايران.
رغم كل هذه الإنتهاكات السافرة للأمن الإيراني و الإقلیمي، تعالت صرخات و أصوات العملاء في الإقليم بعد ان وجّه حرس الثورة الاسلامية ضربات قاصمة لعملاء الموساد في أربيل، لا سيما بيشرو دزي، عرّاب العمليات الارهابية کما تمّ تدمیر الحاضنة للموساد في الإقليم، و هذا الأخیر اشتهر بتدبير عمليات اغتيال بعض العلماء النوويين الإيرانیین، ويبقى ان نقول بأن ايران لن تجامل احداً في أمنها القومي، وهي التي حذرت مرارا وتكرارا من الوقوع في فخاخ العلاقات المصطنعة الربحية مع الكيان الصهيوني.