• پنج شنبه 18 بهمن 1403
  • الْخَمِيس 7 شعبان 1446
  • 2025 Feb 06
یکشنبه 17 دی 1402
کد مطلب : 214765
لینک کوتاه : newspaper.hamshahrionline.ir/KOvMr
+
-

إغتيال الحياة و الحضارة

محمد موحدیان عطار- خبیر سیاسي

لماذا يسعى الاحتلال في تدمير المعالم التاريخية بغزة و ماذا يهدف جراء قصف الأهداف المدنية؟ فكيف تسیر اسرائيل في إطار الحرب؟ هل هي منتهكة للقواعد فحسب أو هي لا تلعب وفق قواعد الحرب إطلاقاً؟ فهل هذا يعتبر اغتيالا للمدنيين فحسب أو يتم يومياً اغتيال الآثار والتاريخ والحضارة في غزة أيضاً؟ فكثير من هذه الأثار التاريخية عاشها قطاع غزة منذ آلاف السنين.
فمن هذه الأثار يمكن الإشارة إلى مسجد عثمان قشقار التاريخي الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع من الهجرة النبوية حيث تم تدمير وتحطيم المسجد كلياً. أو ما شاهدناه في المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخ موقعه الى 2500 عام، فتم تدمير اجزاء من المسجد. فالأخير كان قد بني على موقع معبد وثني قديم لمارناس الذي تم تحويله الى كنيسة بيزنطية بعده، ثمّ تحول الى مسجد في بداية الفتوحات الاسلامية خارج الحجاز. وبحسب وزارة السياحة والآثار في غزة، فإن مخطط المسجد كان نتيجة لاحتفاظ بأجزاء تاريخية من الكنيسة، التي يعود تاريخها الى القرن الثاني عشر الميلادي والمسجد تمت إعادة بنائه في الفترات الأخيرة إبّان العهد العثماني.
 هذا وتم تدمير معالم تاريخية وأثرية أخرى على يد الاحتلال؛ كحمام السمراء الذي يعود تاريخه إلى اكثر من 1300 سنة ودار القرآن التي تضم آثارا من الإمام الشافعي ومحرابه. فتدمير التاريخ والحضارة في غزة له معنى خاص بجانب قصف الأهداف المدنية وغير العسكرية.
والاحتلال لايحاول تحويل غزة إلى مكان بلا هوية تاريخية أو آثار تدل على حياه شعب كريم شجاع وبطل فحسب، بل یبذل أقصی جهوده لتهجير الشعب الغزاوي قسراً.  ومنذ بداية الحرب فإن الکیان قد تراجع مرات عدیدة من مواقع وجبهات بذریعة نقل المعدات و الجنود کإستراتیجية الحرب، لکن سرعان ما فتح جبهات جدیدة و خرج منهزماً من کل واحدة منها، و من ثمّ إتخذ اجراءات لخفض الضغوط الداخلية و الخارجية منها أو للفت انتباه العالم نحو قضية أخرى، لتخفیف آلامه و قروحه.
فهذا الذئب الغضبان مرة یذبح الاطفال و النساء بالمدارس و یفترسهم، و مرة أخری یهاجم علی المعالم و الآثار التاریخیة بغزة، لمحو آثار الحضارة و الحیاة بأسرها، ناسیاً أن ما سیبقی علی وجه الأرض هي دماء الشهداء و بطولة الشعب لحمایة الهوية الفلسطينية السامية.
 و الکیان يتشبث بكل حشيش لإخراج نفسه من أزمات هي أولى من نوعها في تاريخ الكيان الصهيوني والتي ستقضي عليها إن شاء الله.


 

این خبر را به اشتراک بگذارید
در همینه زمینه :