• شنبه 27 مرداد 1403
  • السَّبْت 11 صفر 1446
  • 2024 Aug 17
شنبه 18 آذر 1402
کد مطلب : 211824
+
-

الجیش الإسرائیلی المهرّب

محمد موحدیان عطار- خبیر سیاسی

أفادت تقاریر موثوقة بها بأن الجیش الصهیونی یقوم بالإتجار بأعضاء جثامین الضحایا الفلسطینیین فی حرب غزة عن طریق سرقتها و تهریبها.ففی عام 2018م، أعلنت صحیفة هآرتس العبریة فی تقریر لها أن تل أبیب أصبحت مرکزاً للاتجار بالأعضاء البشریة و تهریبها. وقد أثار هذا التقریر ضجة کبیرة آنذاک، حتى نفى المتحدث باسم الحکومة للکیان الصهیونی حینها، حقیقة هذا الأمر، وادعى أن الکنیست فی عام 2008 م صادق على قانون حظر بیع وشراء أعضاء الجسم و نحن کأعضاء الکیان، خاضعون للقانون. لکن لم یکن هذا هو التقریر الوحید الذی تناول هذه الجریمة البشعة، ففی عام 2015م، أکد البرلمان الأوروبی فی تقریر مفصّل أن الأطباء والمرضى الإسرائیلیین یلعبون دوراً رئیسیاً فی التجارة الدولیة لأعضاء الجسم، وأن الواجهة الرئیسیة لهذه التجارة القذرة، هی أوروبا الشرقیة و مناطق أخرى من العالم. و أفاد التقریر نفسه أن هذه التجارة تشمل دول أذربیجان وقبرص وکوسوفو والولایات المتحدة وکوستاریکا وبنما والإکوادور وکولومبیا، لکن تصل القنوات إلى تل أبیب کقاعدة التنسیق فی نهایة المطاف.وذکر التقریر أن الإحتلال یلعب دوراً رئیسیاً فی شراء وبیع الأعضاء البشریة، إلا أن کل ما نشر حتى الآن عن الإتجار بأعضاء الجسم فی إسرائیل، هو بمثابة غیض من فیض مقارنة بحجمه الحقیقی.

جثث مسروقة فی حرب غزة
هناک تقاریر موثقة عن الإتجار بسرقة أعضاء جثامین الفلسطینیین فی حرب غزة. و أکثر التقاریر تفصیلا هو ما نشرته منظمة هیومن رایتس ووتش الأوروبیة، وفی تقریرها الأخیر أکدت هذه المنظمة الأوروبیة غیر الحکومیة سرقة جثث الضحایا الفلسطینیین بهدف تهریبها و توثق الإدعاء بکثیر من الوثائق والأدلة، بما فی ذلک تصریحات وملاحظات الأطباء و أموراً أخری لا یمکن إنکارها.
و یحدد هذا التقریر أن عدد شهداء غزة فی قصف الحرب الأخیرة یزید عن 20 ألف شهید، ویرى أن جثث کل هؤلاء الـ 20 ألف لم یتم اکتشافها أو دفنها بعد، وربما تم استهداف معظم هذه الجثث للإتجار بأعضاءها.
و بما أن الجیش الصهیونی هو المشارک و المنسّق الرئیسی فی المعرکة، فهو المتهم الأول بسرقة الجثث بهدف تهریب أعضائها و الحصول علی الأموال. وأشار تقریر المراقب الأورومتوسطی لحقوق الإنسان إلى أن القوات الصهیونیة اقتحمت مستشفیات الشفاء والإندونیسیة شمال غزة، وقالت إن ما لا یقل عن 185 جثة اختطفها الجیش، لکن لم تتم إعادة سوى 111 جثة فقط إلى غزة ومصیر الجثث الأخرى مجهول حتی الآن. وحسب تقریر یورونیوز، قامت قوات الجیش الصهیونی أیضًا فی إحدى الحالات بنبش قبر جماعی فی باحة مستشفى الشفاء بعد 10 أیام من دفن الجثث، فقام قوات الجیش بنقل الجثامین و أخذها معه إلی أماکن مجهولة.

جریمة حرب
موافقاً  لإتفاقیة جنیف عام 1949 م تلزم الأطراف الحرب باحترام جثث الموتى وتعتبر عملیات النهب أو التشویه أو أی معاملة مهینة للجثث، عمل غیر شرعی.
ففی حرب الإحتلال الأخیرة علی غزة، تم قصف العدید من أماکن غیر عسکریة بما فیها مستشفیات و مساجد و مدارس و مئات من أماکن مدنیة، والآن أضیفت الی تلک، سرقة الجثث و الإتجار بها إلى سجل جرائمها.

أدلة و وثائق الجریمة
وفقاً لأدلة تمّت سرقة أعضاء من أجساد الضحایا الفلسطینیین فی حرب غزة کما تفید تقاریر الأطباء المتواجدین فی ساحة المعرکة حقیقة الحادث. وبحسب تقریر منظمة هیومن رایتس ووتش فإن خبراء طبیین فی غزة أکدوا اختفاء أعضاء حیویة مثل الکبد والکلى والقلب والقوقعة والقرنیة لبعض الجثث، إلا أنهم قالوا إن سرقة الأعضاء من جمیع الجثث لا یمکن ملاحقتها. کما أنه توجد علامات جراحیة فی الجثث وفی بعض الحالات، تم استبدال الأعضاء  الطبیعیة بالإصطناعیة مثل العیون البلاستیکیة و فی بعض الحالات، تم إزالة جلد الجثث بطریقة غیر محسوسة.
تفید فئة أخری من الأدلة الموثوقة بها أنه تمّ استخدام أعضاء أجساد الفلسطینیین الذین قتلوا فی الصراعات بین عامی 1996م و2002 م لأبحاث و أغراض طبیة فی جامعات إسرائیلیة. ففی هذا الصدد نقل یورونیوز عن دکتورة میرا فایس، من سکان الأراضی المحتلة، أن الجثامین تم استخدامها لأغراض طبیة و فحوصات و تمّ فی بعض الحالات زرع الأعضاء فی أجساد المرضى الإسرائیلیین دون موافقة العائلات الفلسطینیة. ومن ناحیة أخرى، تسمح التعالیم الیهودیة بزراعة أعضاء جثامین الآخرین لإنقاذ حیاة البشر. کما یفید تقریر صادر عن مجلة نیوزویک الأمریکیة بأن بعض المسؤولین رفیعی المستوى یؤکدون فی عام 2014 م استخدام جلود القتلى الفلسطینیین والعمال الأفارقة لعلاج الإسرائیلیین والجنود المصابین بالحروق فی الحرب. وفی هذا التقریر قال مدیر بنک الجلد الإسرائیلی إن احتیاطی «الجلد البشری» فی بنک الجلد الإسرائیلی بلغ 17 مترا مربعا، وهی أکبر کمیة فی العالم. وفی عام 2008 م أیضاً، أعلن تقریر لقناة CNN الأمریکیة أن إسرائیل هی أکبر مرکز لتجارة أعضاء الجسم البشری بالعالم.

اعترافات طبیب صهیونی
المصادر الإسرائیلیة التی تؤکد الإتجار بأعضاء الجسم کثیرة وعدیدة. فعلی سبیل المثال یفید  تقریر مجلة نیوزویک مقولة للدکتور یهودا هایز عام 2009م و قال الدکتور هایز، الذی کان رئیس الطب الشرعی فی تل أبیب فی ذلک الوقت، إن خبراء الطب الشرعی فی تل أبیب استخدموا الجلود والقرنیات والعظام وصمامات القلب للفلسطینیین المتوفین أو المهاجرین الأفارقة لإجراء عملیات زرعها للمرضى الإسرائیلیین دون الحصول علی موافقة من عائلات فلسطینة أو ذویهم.  
کما استشهدت مجلة نیوزویک بإفادة مجهولة من الجیش الإسرائیلی أن الإتجار بالأعضاء لایزال موجودا، لکن یدعی الجیش أن ملف هذه التجارة تم إغلاقه فی التسعینیات، وهو ادعاء یتعارض مع ما نشهده الیوم فی حرب غزة و کثیر من التقاریر و الوثائق. ففی الحقیقة، أظهرت حرب غزة أن الجیش الصهیونی هو أحد أکبر الجیوش لتهریب الأعضاء البشریة بالتأکید.

 

این خبر را به اشتراک بگذارید
در همینه زمینه :