الأمریکان تحت ضربات المقاومة

د. مهدي عزیزي، خبیر سیاسي

 وسعت المقاومةُ العراقيةُ من دائرةِ استهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية في المنطقة، بهدف تضییق الحصار على الملاحة الصهيونية في البحر المتوسط، وتكثيف الضغوط على المحتل الأمريكي لدول المنطقة، وإرغامه على التراجع عن دعمه الأعمى للصهاينة في الإبادة الجماعية التي يرتكبونها بحقّ أهالي قطاع غزة.
حيث تبنّت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن قتل 3 جنود أمريكيين، كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، في وقت سابق من أمس الأول «مقتل 3 عسكريين أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة أمريكية شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا».
وقالت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مسؤول بالمقاومة الإسلامية في العراق: نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية، وأضافت المقاومة العراقية: إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم «إسرائيل» سيكون هناك تصعيد للهجمات.
لم تكتف بذلك فصائل المقاومة في العراق، بل حذّرت متوعّدةً جميع المصالح الأمريكية بالمنطقة کأهدافها المشروعة. وقال مسؤول أميركي لرويترز: عدد الجنود الاميركيين المصابين بالهجوم على القاعدة، يرتفع نحو  34 جنديا للاشتباه في إصابات محتملة بالدماغ، و لا یزال العدد قید المراقبة.
کما أعلنت المقاومة العراقية، قصف هدف عسكري صهيوني بطيران مسير، يوم أمس، أیضاً.  
و هذه السلسلة من الضربات المؤلمة التي تشنها فصائل المقاومة ضد معاقل العدو الصهيو-أمريكي في المنطقة ردا على الجرائم التي یرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ووسط عجز دولي مخز لوقف هذه المجازر.
فالعدو الأمريكي أقر بخسارته الفادحة التي تعرض لها ازاء ضربات المقاومة العراقية،  والتي لم يسبق له ان تعرّض لها منذ عقود، ولكن سرعان ما وجه أصابع الإتهام المختلق نحو ايران، لحرف الانظار عن خزيه وللتنقيص من قدرات المقاومة العراقية وللحفاظ على ماء وجهه الضائع على أيدي المقاومة في المنطقة.  إلا أن إيران أكدت عدم صحة الافتراءات الامريكية، مشددةً انها لا تملي اي قرارات على فصائل المقاومة في المنطقة، في حين اكدت هذه الجهة العراقية، انها ستواصل ضرباتها على القواعد الامريكية والصهيونية الى ان تتوقف إراقة دماء ا لابریاء في غزة، وينسحب العدو الصهيوني من القطاع وحتى تتراجع واشنطن عن تقديم دعمها الإجرامي للكيان. لكن من المؤكد أن ما تقوم به المقاومة في المنطقة قلّب الطاولة على امريكا وحلفائها، ورسّخ معادلات جديدة لا مناص منها، معادلات ذهب معها صیغة  «حملة کرّ و فرّ» ادراج الرياح.
أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل بـ«اتخاذ جميع التدابير» لمنع الإبادة الجماعية في غزة بعد أن اتهمت جنوب أفريقيا هذا الکیان بانتهاك القوانين الدولية المعنیة بالإبادة الجماعية في حربه علی غزة. في حین، کان الکیان قد طالبت المحكمة بإلغاء الشکوی، لكنها لم تصل إلى حد إصدار  الحکم بحقه.