وائل الدحدوح، رمز المقاومة في غزة

لقد فقد وائل 12 فردًا من عائلته في الغارات منذ بداية طوفان الأقصى، كما أصيب هو نفسه مرة واحدة في قصف مسیرة، لكنه لا يزال يحمل الكاميرا والميكرفون ليل نهار وقد أصبح صبره المنیع، رمزاً للمقاومة في غزة.
وقبل يوم من استشهاده، ودّع حمزة والده تارکاً وراء ظهرانیه جمیع أمنیات الشباب، واستدعاه بالصبر و الأمل و الإعتماد علی الله تعالی في هذا الدرب. فقال: «تأکد من أن الله سيجازيك و یکافئك على جمیل صبرك». وبعد بضعة ساعات من مواراة حمزة، استأنف الأب عمله في الجزيرة و ظهر مباشراً علی شاشة الجزیرة و واصل تغطيته الإعلامية للأحداث في غزة.
وأظهرت صور من جنازة نجله، وهو يرتدي سترته الصحفية، ويمسك بيد ابنه المتوفى ويقبلها أکثر من مرة و الدموع تسیل علی خديه وكانت يده مضمّدة، جراء إصابته في هجوم أدى إلى مقتل زميله «سامر أبو دقة» في ديسمبر/كانون الأول 2023.

موقف السیاسیین من الجریمة
و قال الرئيس الجزائري: إن ذكرى الصحفيين الشهداء ستبقى خالدة وستصبح وصمة عار تغطي علی مبادرات نظام الاحتلال الإسرائيلي. إن جريمة قتل الصحفيين في غزة دليل على مبادرة النظام الصهيوني لإنصات المطالبة بالحرية ومحو آثار جرائم الکیان في الأراضي المحتلة.
كما كتب حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني عبر موقع «إكس» الاجتماعي: «مرت أكثر من ثلاثة أشهر على الحرب الوحشية على غزة الصامدة، واستشهد 111 صحفيا ومصورا جراءها، وهو رقم غير مسبوق في التاريخ. فإن الصهاينة يخافون جداً من وعي العالم و حكمه، وهذا هو السبب لكراهية و بغضاء هذا النظام المجرم تجاه الإعلاميين.»كما رد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على استشهاد حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، الصحفيين الفلسطينيين في غزة، ووصف مقتلهما بأنه مأساة لا يمكن تصورها، کما يتعرض لها العديد من النساء والأطفال فيها. وحذر مرة أخرى من أن الصراع القائم يمكن أن یتوسّع بسرعة ويزيد من المعاناة و إنعدام الأمن.

مخالفة القوانين و الإتفاقیات الدولية
من ناحية أخرى، أدان الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، استهداف إسرائيل للصحفيين في رسالة تعزية للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح. وكتب في تغريدة عبر موقع «إكس» الإجتماعي یقول: «إن استهداف عائلة الصحفي الفلسطيني الشجاع وائل الدحدوح، هو تجسيد لمأساة الشعب المظلوم الذي يتعرض لأشد الاعتداءات. فنتقدم بخالص التعازي إلى وائل الدحدوح باستشهاد نجله وأفراد عائلته کما ندين الاستهداف المتعمد للصحفيين والإعلاميين والذي یتعارض مع القوانين و الإتفاقیات الدولية. و نؤكد على مطالبتنا المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات الفورية لوقف العدوان.