• پنج شنبه 11 بهمن 1403
  • الْخَمِيس 30 رجب 1446
  • 2025 Jan 30
شنبه 7 بهمن 1402
کد مطلب : 216847
لینک کوتاه : newspaper.hamshahrionline.ir/lO9Q6
+
-

بين الواقع و المأمول

د. مسعود فکري، أستاذ جامعي

تمت إشارة عابرة في المذكرة السابقة إلى بعض ما يمكن استيحاؤه عبر إعادة القراءة لبعض بنود رواية حماس عن ملحمة طوفان الأقصى والتي حاولت أن تحدد مسار المستقبل ومصير الصراع القائم في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص. فمما يمكن أن نتأسف عليه أن وسائل الإعلام الخانعة للغطرسة الإعلامية المضللة بمختلف تسمياتها وهتافاتها البراقة تسعى إلى تهميش الحقائق وتزييفها وتغطية العقول خدمة للسلطويين من أصحاب القرار وصناعه كما فعلت كديدنها بهذا التقرير. متابعة لتلك الإشارة نشير إلى جملة من الرسائل المستلهمة من رواية حماس:
- إزاحة الستار عن إزدواجية المعايير واتخاذ المواقف المتعارضة مع مبادئ حقوق الإنسان و سيادة الشعوب لما يقوم به بعض حلفاء الصهاينة من الغربيين وخاصة راعية الكيان المحتل، الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنها تقف وراء الحكومة الأكرانية وتدعمها بكل آلياتها وامكانياتها في مواجهتها مع روسيا علما بأنها تتمتع بنظام حكومي قائم متزود بالجيش والقوات العسكرية والمعدات الحربية. وهذا خير مثال سافر لمثل هذا الموقف الإزدواجي. وعلى العكس من ذلك على أرض الواقع، هل هناك قرارات ومبادرات بسيطة لإيصال أقل المساعدات الإنسانية من الماء والغذاء والوقود والأدوية إلى سكان غزة تضمن حياتهم التقشفية في أدنى مستوياتها و تنقذهم من الموت الاستنزافي في وطنهم؟!
- أصالة المقاومة الفلسطينية واعتمادها على هويتهم بعيدة عن جميع الانتسابات بجهة أوأخرى لتفريغ هذا الصمود الممانع عن مضمونه الأصيل والذي سيحافظ عليه المجاهدون الفلسطينيون بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم. فالمقاومة الفلسطينية متأصلة بكل سماتها وملامحها الفاسطينية و ان كانت هناك مواكبات و مسايرات معها ممن يشاركهم في الأهداف من النضال مع الكيان الغاصب.
- تحفيز الجهات العربية والإسلامية لأداء دورها في دعم المقاومة الفلسطينية لمطالبة حقوقها الشرعية المسلوبة وعدم التباطؤ والتلاعب بآليات مجرد التفاوض، أثبتت التجارب المتكررة خلال العقود المنصرمة ومنذ الانطلاقة الأولى للمقاومة الفلسطينية والنهوض بتحرير أراضيها المنهوبة فشلها وعدم فاعليتها لكبح جماح هذا السبع العقور الذي يحلم بتوسيع نطاق سيطرته على الأقطار الإسلامية من النيل وإلى الفرات كما نشاهد بأم أعيننا من احتلال مرتفعات جولان في سوريا ومزارع شبعا في لبنان والاختراقات الحدودية في صحراء سيناء . فكل قرار يحاول التطبيع مع هذا الكيان مع ما نألفه من عدم الالتزام بأي مسؤولية دولية وإنسانية فكأنه التغني في الطاحون والعود رأسا على عقب بوضع أسوأ مما كان عليه من تدمير المناطق السكنية والبنى التحتية وتشريد المواطنين وتقديم عدد كبير من الشهداء والجرحى والمعاقين منذ 7 من أكتوبر من العام الماضي.
فلاشك اذا كان هناك حل دائم وعادل وشامل فلايمكن تطبيقه إلا بمنح الحقوق الشرعية لهذا الشعب والضمان اللازم لتبنيها. فإن البروتوكولات والاتفاقيات السابقة بقيت حبرا على الورق والمؤمن لايلدغ من جحر واحد مرتين.



 

این خبر را به اشتراک بگذارید
در همینه زمینه :