د. مسعود فکري- أستاذ جامعي
سجلت صفحات التاريخ مشاهد خالدة و مواقف بطولية لا يمكن النيل منها بتعكير أو تزييف.
وإن رمز خلودها يعود إلى تجسيده القيم كاسرا حواجز الزمن و المكان و مغيرا صيغ الحسابات المألوفة و المعتادة و مرتبطا بما يواءم و يعني جوهر الإنسان و ضمير البشر.فمن العسير ان لم نقل المستحيل أن نحاول تأطير مبادرات و تضحيات و تفان كهذه تركت بصماتها على ذاكرة التاريخ و جغرافيا البسيطة في إطار مثيلاتها من الجهود المبذولة دفاعا عن الوطن أو دعما للعرق او القومية.
فقائدنا الشهيد حاج قاسم سليماني من أفذاذ الأبطال من ذوي الحنكة البارعة و الحكمة الراقية في ساحة المعركة و ليس على المستوى الفعل الميداني العسكري فحسب بل على مستوى الامتلاك لنظرة شمولية في مواجهة الأزمات و المآزق و السعي الحثيث وراء البحث عن حلولها و آليات معالجتها.
ولسنا حاليا بصدد الحديث عن مدى وأسباب شعبيته من دماثة في الأخلاق و مرونة في السلوك و تعاطف في التواصل و تضحية للنفس و غيرها من تمثيل للقيم الإنسانية و تجسيدها في شتي مناحي الحياة، بل يمكننا أن نسلط الضوء على أهم ما قدمه قائدنا السامي من جهده المضني و كفاحه المستمر و نضاله الدؤوب بوجه ما يهدد الأمن العالمي بأسره و البشرية برمتها ناهيك عن الأمن القومي و الإقليمي.
فالفريق الشهيد لم يكن ينظر الى موضوع الأمن كمكون عسكري ذاع الاهتمام به كمهمة مهنية بين نظرائه العسكريين بل كان يمارس توفير استبابه وتوسيع نطاق إحلاله و كان يأخذه في الحسبان من منظور استراتيجي يتمتع المجتمعات البشرية في ضوئها بحياة ذات كرامة و فضيلة ملغية فوارق العرق و الجنسية من العرب و الفرس و الكرد و التركمان وغيرهم ممن يرى نفسه مدينة لهذا البطل العظيم و خدماته الخالدة.
فالفريق الشهيد حاج قاسم يعتبر الأمن المستدام الحجر الأساس لجميع النشاطات الاقتصادية و السياسية و الثقافية و ما إليها من أغراض و متطلبات انسانية. فكرس جهوده على اجتثاث شجرة الإرهاب و قلعها فكان يتمتع بنظرة شمولية لا تحدها الحدود الجغرافية كما لاتزعزعها المنافسات السياسية والخيارات النفعية.
فكان شهيدنا الغالي و بطلنا السامي فتح آفاقا جديدة و مدرسة فكرية تتمحور حول حياة فارغة عن التهديد و الإرعاب و الإرهاب يتم التعايش السلمي بين جميع شرائح المجتمع.
كما تمكن هذا القائد العظيم من كشف الستار عن وجه التهويل الإسلامي بالتطرف المقنع و مخططاته المرسومة والتي تعتبر من أهم التهديدات للأمن بمفهومه الشامل.
فالمدرسة السليمانية الفكرية تبقي معطاءة للأمن البشري و مفتوحة بمصراعيها لمكافحة الإرهاب بما لها من رمز خالد و بطل ريادي. فرحمة الله عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حيا
رمزية و بطولة
در همینه زمینه :
الخبر