سوق الأکاذیب الکاسدة
محسن مهدیان؛
هل لاحظتم عدم وجود أخبار حرجة أو محفوفة بالمخاطر عن إیران منذ حوالی شهر؟ أذکر أمثلة علی ذلک؛
- أب أکل ولده بسبب الفقر!
- هاجمت دوریات شرطة الأخلاق حفلة غنائیة!
- أحد من مسؤولین إیرانیین فرّ إلى فنزویلا!
- سقطت مدینة فلانة فی أید المعارضة!
- تمّ قمع مظاهرة طلاب جامعة بطهران!
لماذا یا تری؟ الجواب واضح وضوح الشمس!
لأن ماکینة الأکاذیب مغمورة فی إبادة و قتل الأطفال بغزّة! و من ثمّ قد تمّ إحالة میزانیة نشر الأکاذیب الإعلامیة إلی إطلاق الصواریخ فی غزة.
لکن الموضوع أخطر من هذا! والحقیقة أن قطّاع الطرق فی عالم الإعلام منغمرین فی وظائفهم و ما زالوا یرکّزون علی القضایا الإیرانیة، لکن أکاذیبهم لا تصدق فی آخر المطاف و أنها تفتضح فعلاً!
قد تسأل، لماذا؟
لأن وسائل الإعلام المناهضة لإیران أظهرت سریرتها الحقیقیة حیث انحازت إلى کیان الاحتلال وانخرطت فی سفک الدماء؛ ومن الطبیعی أن تصبح أکثر مهانة من ذی قبل.
الیوم، تواجه بعض من الجمهور الإیرانی الملتبسة علیهم الحقائق بالأمس خط ائتمان محروق بعد ما شاهدت مقاتل آلاف الأبریاء من النساء والأطفال فی غزة فی وضح النهار و أنه یتم الدفاع عن هذه الإبادة الجماعیة من الأوساط الدولیة.
ومن الطبیعی أن هذه الفضیحة الصحافیة أدت الی إنهیار کل ما بنته الاعلام من الثقة فی أذهان جمهورها.
فیجب النظر فی نقطتین تالیین بتمعن؛
أولاً، طبیعة التحدیات بالداخل الإیرانی واضحة دائماً. یتمّ اختلاق الصور و الأکاذیب لیل نهار لأن هدف المهمة الرئیسی هو إنهیار إیران. فیواجه الشعب یومیاً عشرات من الإشاعات و الأکاذیب؛ فبالتالی نسبة الحذر و الإدراک الصحیح، ذات أهمیة بالغة.
ثانیًا، اتضح العمق الکارثی لکذب وسائل الإعلام المناهضة للثورة الاسلامیة الإیرانیة فی دفاعهم عن إبادة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء فی غزة و انظروا بدقة، من هؤلاء الشیاطین وراء الکوالیس بأیاد ملطخة بالدماء و دقّقوا فی أعمال الشغب التی اندلعت عام 2021 بإیران.
وأما نتیجة هاتین المقدمتین؛
لا یواجه شعبنا حفنة من وسائل الإعلام الکاذبة فحسب، إنسوا قنوات مناهضة لإیران مثل BBC و Manoto وIran International و غیرها من الفضائیات! ان عقولنا تحارب کلّ من یرتکب کل هذه الجرائم البشعة بوحشیة عارمة فی وضح النهار وأمام عیون العالم.
ألیس هذا مرعب؟ أنحن واعون؟ هل متأکدون من أننا لم نقلّل من أهمیة الموضوع؟ و اخیراً هل نحن مستعدون فعلاً للقتال و اصطفاف عسکری؟