مبادرة اجرامية ضد انسانية في مستشفي بغزة
تتحول غزة إلی أکبر مقبرة بالعالم کله في ظل صمت دولي
يكشف الفيلم الوثائقي الاستقصائي «حرب المستشفيات.. عقيدة تهجير» أن الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لاستهداف المستشفيات في قطاع غزة ترتبط بعقيدة التهجير لدى الاحتلال والتي مورست ضد الفلسطينيين منذ عام 1948.
وبحسب ما ورد في الفيلم الوثائقي الذي بث على قناة يوتيوب للجزيرة، فقد اتخذت حرب إسرائيل على غزة في 2023 منحى عسكريا أكثر بطشا، ركز على 4 مراحل كان عنوانها الرئيسي المستشفيات.
أشار هشام جابر، عميد ركن متقاعد في الجيش اللبناني، في شهادته إلى أنه منذ بدء العدوان على غزة كانت الإستراتيجية الأساسية هي تهجير أكبر عدد ممكن من سكان غزة إلى خارج القطاع والسيطرة عليه.
وركز الفيلم الوثائقي على الإستراتيجية الإسرائيلية المتعلقة بقصف المراكز الصحية وخاصة المستشفيات لدفع السكان إلى النزوح، وهو ما أشارت إليه إليز بيكر، وهي محامية في مشروع التقاضي الإستراتيجي في المجلس الأطلسي، بقولها إنه منذ أن بدأت إسرائيل الحرب على غزة قصفت المراكز والمنشآت الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مؤكدة أن مطالب إخلاء المرافق الصحية والقصف يؤشر على وجود إستراتيجية للتهجير القسري لدى إسرائيل. وبدأ الاحتلال استهدافه للمستشفيات -بحسب الفيلم الوثائقي- بقطع إمدادات الوقود والكهرباء والماء عن سكان القطاع، ومنع وصول الإمدادات الطبية إلى المستشفيات في الجزء الشمالي بشكل خاص كتمهيد لتطبيق الإستراتيجية الإسرائيلية بشكلها الأعنف.
ويوثّق الفيلم – وهو الأول لقناة الجزيرة العربية عن الحرب الدائرة في غزة- عمليات استهداف المستشفيات الفرعية والرئيسية، حيث خرج في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول مستشفى بيت حانون في شمال قطاع غزة عن الخدمة، وذلك بعد يومين من القصف، ثم خرجت المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة تباعا، وصولا إلى انهيار القطاع الصحي بالكامل في شمال القطاع. وكان التحول الأعنف مع استهداف جيش الاحتلال لمستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/تشرين الأول بقصف مدمر، وكان هذا المستشفى أحد التجمعات الرئيسية للنازحين من شمال قطاع غزة. وإلى جانب المستشفيات، استهدف الاحتلال الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، ويقول «غسان أبو ستة»، وهو جراح ومتطوع في بعثة أطباء بلا حدود في غزة، إن التصفية الجسدية للأطباء كانت ممنهجة ومدروسة، حيث تم استهداف أطباء يعملون في تخصصات مفقودة جدا في غزة، مثل طبيب أمراض الكلى و المختص الوحيد للطوارئ.
ويشير إلى أن إسرائيل حددت أهدافها منذ اليوم الأول للحرب، حيث أعلن جيشها في 13 أكتوبر/تشرين الأول عن «الممر الآمن» للنزوح باستخدام شارع صلاح الدين (وسط قطاع غزة)، وطلب من السكان ترك منازلهم والتحرك باتجاه جنوب القطاع، ثم ألقى منشورات تدعو الفلسطينيين في غزة لإخلاء منازلهم، وقبل ذلك كثّف سلاح الطيران الإسرائيلي غاراته على المباني المدنية في شمال ومركز مدينة غزة. و حسب وكالة الأناضول، فإن عشرات الجثث تكدست في مجمع الشفاء الطبي في غزة بدون التمكن من دفنها، بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لكل من يتحرك داخل ساحات المجمع والحصار الذي تفرضه دباباته.