• جمعه 6 مهر 1403
  • الْجُمْعَة 23 ربیع الاول 1446
  • 2024 Sep 27
دو شنبه 18 دی 1402
کد مطلب : 214912
لینک کوتاه : newspaper.hamshahrionline.ir/xGxqz
+
-

اردوغان يلعب على الحبال في التعامل مع «إسرائيل» والفلسطينيين

د. مهدي عزیزي- خبیر سیاسي

من يتأمل موقف السلطات التركية من الأحداث الأخيرة التي اشتعلت على الأراضي الفلسطينية وغيرها من الاحداث مما تتعرض له قبلة المسلمين الاولى من انتهاكات، طليعتها موقف الرئيس اردوغان، خاصة بعد إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، ربما يتحير بعض الشيء فيتساءل نفسه، هل تمارس تركيا الدبلوماسية لتحقيق حصائد سياسية على حساب القضية الفلسطينية، أم أن موقفها يحظى بمصداقية وهذه  مقدرتها في الوقت الراهن، أم أنها تلعب على الحبال بما معناه انها تحسن صورتها في الداخل التركي وتُظهر نفسها كبطل يرعى حقوق المسلمين في العالم من جهة، ويحافظ على مصالح بلاده الاقتصادية والتجارية مع اسرائيل وامريكا من جهة اخرى. ورغم انه لا يخفى على احد ان الخطاب التركي الرسمي تجاه إسرائيل يوصف بـ"العدائي"، إلا أن أنقرة تعتبر شريك تل أبيب الاستراتيجي في كثير من المجالات، الأمر الذي يعتبره الكثيرون "ازدواجية في الموقف" تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين.  وتعلن تركيا دوما دعمها للقضية الفلسطينية في الأوساط الدولية الا أنها تحافظ على علاقاتها التجارية والعسكرية مع الكيان الاسىرائيلي في نفس الوقت.
فمن يتابع المواقف التركية المعلنة عنها يرى انها دوما تدعم القضية الفلسطينية فقط من الجانب السياسي، وذلك في محاولة لكسب الشعبية، مقابل حرصها على إبداء "تلاسن" لإسرائيل.
كما ينظم حزب العدالة والتنمية الحاكم بصفة مستمرة مظاهرات في إسطنبول دعما للقضية الفلسطينية، يقابلها احتفال يقام سنويا في السفارة الإسرائيلية بأنقرة لذكرى تأسيس الدولة العبرية.
فالرئيس التركي يحاول الفوز بتأييد الجمهور وفي ذات الوقت إرضاء الحليف الاستراتيجي لأنقرة - تل أبيب وراعيته واشنطن.
تاريخيا، تعتبر تركيا أول دولة ذات غالبية مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1949م. لكن من اللافت أن العلاقات التركية الإسرائيلية التي بدأت في هذا العام، لم تتأثر بتولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002. لكن المثير هو أن هذا الخلاف لم يؤثر في العلاقات والتعاون بين البلدين.بعدها و بحلول عام 2010 سجّل فصل آخر من فصول مسرحية أردوغان، المتمثلة في إظهار العداء لإسرائيل، إذ وقعت حادث مجزرة أسطول الحرية.
توتر مصطنع أعقب الحادث، لكنه لم يؤثر أيضا على التعاون بين الجانبين. ونتج عن هذا الخلاف المفبرك بعد سنوات ما وصف باتفاق المصالحة.وتعد تركيا ثانية دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي. وقد وقع البلدان عام 2015 اتفاقيات عسكرية بلغت أكثر من ثلاثة مليارات دولار. كما تخطى حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب عام 2019 حاجز أربعة مليارات دولار.
كل هذه الحقائق تؤكد بالحجة القاطعة ان اردوغان احترف اللعب على الحبال في مجال تعامله مع اسرائيليين والفلسطينيين، الا ان هذه اللعبة لم تنجع بتأثير على المهتمين بشؤون القضية الفلسطينية، الذين باتوا على دراية مطلقة بمن يدعم فلسطين على أرض الواقع ومن يستثمر في التشدق بدعمها الخاوي.

 

این خبر را به اشتراک بگذارید