جهود وساطة قطرية و انتقادات إسرائیلیة

خلال الأيام القليلة الماضية، تكثّفت الجهود والدعوات من أجل التوصل إلى توقف الحرب علی قطاع غزة، وسط تفاؤل في سبيل إبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل.
و أفاد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم الخارجية القطرية، الخميس الماضي، أن حركة حماس تسلّمت مقترح وقف إطلاق النار في أجواء إيجابية و نحن بانتظار لتلقي ردها في أسرع وقت ممکن.
و في حوار نظّمه «معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية»، أعرب الأنصاري عن أمله بأن تشهد الأيام القادمة أخبارا سارة بشأن الهدنة وإن كان الوضع متزعزعاً وأضاف أن الجهود ستتركز حاليا على شكل الهدنة الإنسانية رغم وجود الكثير من التفاصيل التي يجب مناقشتها.
وأشار الأخیر إلى أن التفاؤل یشمل اتفاق الطرفين على الفرضية التي ستؤدي إلى الهدنة المتوقعة، لكن لايزال أمام الوسطاء طريق ملتو.
وكانت الوساطة القطرية بدعم مصري-أميركي قد نجحت في التوصل إلی هدنة إنسانية مؤقتة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعا تم خلاله إطلاق 240 أسيرا فلسطينيا من سجون الإحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليا و 20 محتجزاً من جنسيات أخری.
لکن ما جعل الأمر صعباً بالنسبة للتوصل إلی صفقة مرتقبة هي مواقف ساخنة لدی أعضاء الحکومة و منتقدیها، التي تعکّر أجواء الوصول إلی الطاولة مشترکة بین الطرفین.
فدعا وزير الأمن الإسرائيلي «إيتمار بن غفير» مجددا إلى تشجيع سكان قطاع غزة على «الهجرة الطوعية» ومنحهم محفّزات مالية للقيام بذلك، وهاجم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، واتهمها بعرقلة المجهود الحربي الإسرائيلي، مما أثار عاصفة انتقادات موجهة إلی إسرائيل.
و في مقابلة أجرتها بن غفير مع صحيفة وول ستريت جورنال، قال: «إن بايدن بدل أن يقدم الدعم الكامل لنا، فإنه يقدم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة وذلك يذهب إلى حماس» واعتبر أن السلوك الأميركي سيكون مختلفا تماما لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصب الرئاسة.
واقترح بن غفير عقد مؤتمر عالمي لمساعدة إسرائيل في البحث عن دول مستعدة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين. وقال أيضا «إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مفترق طرق الآن، وإن عليه أن يختار الطريق الذي سيسلكه.»
انتقادات عنیفة
وأثارت تصريحات بن غفير تلك، استياء وانتقادات حادة، حيث وصفها عضو مجلس الحرب الإسرائيلي «غانتس» بغير المسؤولة، و أضاف أنه على نتنياهو أن يحول دون مثل هذه التصریحات من بن غفير و أمثاله، حیث ستنتهي هذه إلی الإضرار بعلاقات إسرائيل الخارجية. و اعتبر زعيم المعارضة، يائير لبيد، أن هذه الأحداث دليل واضح على عدم سيطرة نتنياهو على المتطرفين في حكومته، کما انتقد عشوائية مسار العملية السياسة لدی نتنياهو.