نتياهو وصل إلى نهاية الخط الديكتاتور المجرم في مزبلة التاريخ
د. محمد علي صنوبري- خبیر سیاسي
تمرّ أكثر من ثلاثة أشهر على عملية طوفان الأقصى، هذه العملية التي نسفت أمن إسرائيل و أهبطت جميع معادلات الممانعة و أوهام السلطة الأمنية والاستخباراتية على قطاع غزة. منذ السابع من أكتوبر لم تشهد إسرائيل لحظة إجماع واحدة في صفوفها الداخلية فعلى الرغم من تشكيل مجلس الحرب إلا أن الإسرائيليين توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الحرب على غزة هي حرب بنتنياهو الخاصة وذلك لتغطية أسباب فشله و لإطالة عمره السياسي في السلطة، فنتنياهو يدرك أن نهاية الحرب تعني بدء المحاكمات بقضايا الفساد والفشل و التباطئ في حماية مستوطنات قطاع غزة، بناء على ذلك، فقد قام نتنياهو برفع عتبة التوقعات ورسم أهداف مستحيلة لتبرير إطالة أمد الحرب، وبعد مرور الأيام اتضح بأنه غير قادر على تحقيق أي منها. لم یتمکن، هو من تدمیر البنى التحتية وورشات صنع الأسلحة لحماس کما لم یقدر علی تحرير المحتجزين و تدمیر أنفاق حماس.
وبعد كل هذا الفشل یدرك المسؤولون في إسرائيل بأنّ الحرب في غزة ما كانت إلا خدعة، فرئيس الأركان الإسرائيلي ووزير الدفاع "يوآف غالانت" أدركا بأن القتال في غزة هو انتحار للجيش الإسرائيلي وذلك في ضوء الانتصارات التي حققتها المقاومة والخسائر التي ألحقت بالجيش الإسرائيلي. ومن جهته فقد استند زعيم المعارضة الإسرائيلية "يائير لابيد" إلى تراجع شعبية نتنياهو وحزب الليكود بسبب الحرب الفاشلة على غزة والصراعات والمشاحنات التي شهدها مجلس الحرب بقيادة نتنياهو، ليطلق تصريحه المتحمّس بأنه علی نتنياهو أن يرحل قبل موعده لأنه غيرمؤهل. ولم يقف القضاء الإسرائيلي مكتوف الأيدي عما یقع من هزائم ولذلك فقد قامت المحكمة العليا في إسرائيل بإلغاء التعديلات القضائية التي سعى نتنياهو من خلالها إلى تأمين حصانة قضائية له ولزوجته من قضايا الفساد. فمن المتوقع أن يقضي هو و زوجته ما تبقى من عمرهما في السجن!
وكعادته وعلى الرغم من علمها بالفشل المسبق لأي عمل عسكري ضد المقاومة الفلسطينية فها هي الولايات المتحدة تحاول إنزال نتنياهو من على الشجرة عبر إقناعه بتبني استراتيجية جديدة عنوانها المرحلة الثالثة من الحرب، هذه المرحلة التي تعني من الناحية العسكرية توقف العمليات البرية والعودة إلى الخطوط الخلفية والاقتصار على الضربات الجوية، ولكن المفهوم العملي والواقعي لهذه العملية يعني اعتراف واضح بهزيمة العمليات البرية واعتراف بأن إسرائيل سترحل.