هروب أم تراجع؟! ... إخفاقات الإحتلال المیدانية
تفید الأخبار بأن الجیش الصهیوني أعلن عن استعداده لتحدید أهداف هجومه علی غزة تزامناً مع إنسحابه من مناطق أخری و تکثیف القصف الجوي. لكن ماذا يعني الإنتقال الى مرحلة جديدة تالية مع وجود إخفاقات بارزة بالفعل؟ هل يعتبر هذا تغيير ميداني لمسار الحرب أم ماذا؟ هذا وقد اکّد بعض قادة جيش الإحتلال بان المكتسبات الميدانية لا تكفي للخوض في مراحل تالية؛ فالوضع الميداني يشير الى عدم نجاح الجيش الصهيوني في اكتساب الخطوات الماضية فضلاً عن المستقبل وأضاف الإعلام الاسرائيلي امس الأحد أن تسعة جنود قتلوا في غزة طوال الـ 24 ساعة الماضية، والذي ازداد إلی 13 جنديا إسرائيليا فیما بعد، حيث عبّر عن الحادث كـ «أكبر مأساة منذ المناورة البرية». و أفاد الإعلام الإسرائيلي: «أن ما حصل هذا الصباح من إعلان قتلى الجيش هو من الأمور الأشد فظاعة خلال الحرب. هذا ليس صباح الخير!». کما أكّد «أن القتلی جميعهم من ضباط الجيش.» من جانبه، قال الخبير الإسرائيلي في الصعيد الفلسطيني، ألون أفيتار إنّ الجيش الإسرائيلي وخلال قتاله في الجبهة الجنوبية يُواجه قتالاً عنيداً من جانب قوات حرکة حماس، مضيفاً أنّ هذا الأمر يشكّل صدمة.و علی الصعید نفسه، تفرض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رقابةً صارمة على نشر أعداد القتلى والمصابين من الجيش، في محاولة لإخفاء خسائرها الفادحة التي تكبّدها إياها المقاومة الفلسطينية إلّا أنّ البيانات الدقيقة، التي تصدرها المقاومة الفلسطينية والمقاطع التي توثّق استهدافاتها، تثبت حجم الخسائر الكبير لدى القوات الصهیونیة.یمکن القول بأن الحصيلة الوحيدة التي حصل عليها الاحتلال هي توغل في القتل الجماعي ودمار البنی التحتية والمرافق العامة في غزة. فهو لم يحصل على أهداف الحرب المخططة قط وانما يتشبث بكل جهوده في شأن الحرب لإخراج نفسه عن المستنقع الراهن في غزة. فالاحتلال لم ينجز احداثه في غزه إلا انه خضع لفتح معارك جديدة في طولكرم و الضفة الغربية من جانب وهذا ما يجعل الوضع أصعب بالنسبه اليه لإحتواء المعارك والميدان. ومن جانب آخر هناك ضغوط خارجية و داخلية من مصدرين أحدهما الضغوط الاقتصاديه نتيجه المعارك والصراعات البحرية قرب باب المندب من قبل أنصار الله اليمني؛ فكما تفيد التقارير ما یزید للطين بلة هو أن الحرب منذ السابع من اكتوبر قد كلّفت الكيان الصهيوني حوالي 8.5 مليار دولار. و المصدر الثاني هو ضغوط من الداخل الإسرائيلي حكومةً و شعباً. فالشعب الإسرائيلي منذ شهر أو أكثر، قد طالب الحكومة بمحاولة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس كما يضغط عليه كل من المعارضة والشخصيات الصهيونية البارزة نحو اولمرت الذي حثّ نتنياهو على عدم مواصلة الحرب، بل حثّه علی تقدیم استقالته فوراً و اعتبر تمسكه بالسلطة خطراً حتمياً علی كيان حکومة الإحتلال. فنتيجة الظروف الميدانية والسياسية والعسكرية يبدو أن الكيان يعيش هذه الايام أصعب أوانه وان التغلب على الوضع الراهن يتطلب احتواء الأزمات الاقتصادية والسياسية داخل الحكومة من جانب و التركيز على أرض الواقع الذي یصرخ بأنه مفعم بظروف ماسأوية صعبة لا يمكن التخلص منها في قريب عاجل من جانب آخر.