• چهار شنبه 26 دی 1403
  • الأرْبِعَاء 15 رجب 1446
  • 2025 Jan 15
شنبه 2 دی 1402
کد مطلب : 213147
لینک کوتاه : newspaper.hamshahrionline.ir/lONxM
+
-

کیف أثّرت أزمة المیاه في غزة علی حياة المدنيين؟

کیف أثّرت أزمة المیاه في غزة علی حياة المدنيين؟

الحصول على المياه النظيفة – مازال و لایزال - أحد أصعب التحديات التي يواجهها سكان قطاع غزة. تعد المنطقة التي تبلغ مساحتها 140 ميلًا مربعًا واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.

مصادر المیاه في غزة
يوجد في غزة ثلاثة مصادر رئيسية للمياه: محطات تحلية المياه، وخطوط الأنابيب التي تنقل المياه المشتراة من الأراضي المحتلة ، وآبار المياه الجوفية.
تأتي معظم مياه غزة من طبقة المياه الجوفية الساحلية، وهي عبارة عن مجموعة من المياه الجوفية تمتد على طول ساحل شرق البحر الأبيض المتوسط ​​من شبه جزيرة سيناء المصرية حتى أراضي الکیان الصهیوني.
حوالي 97٪ من المياه الجوفية غير صالحة للشرب، فهي مالحة وقليلة الملوحة وملوثة بمياه الصرف الصحي غير المعالجة والتلوث.
لقد تم استخراج طبقة المياه الجوفية بشكل مفرط لخدمة العدد المتزايد من سكان غزة. تتم إزالة أكثر من ضعف كمية المياه التي يتم تدویرها بشكل طبيعي كل عام، ومع انخفاض مستويات المياه العذبة، الی تسربت المياه المالحة من البحر الأبيض المتوسط.
أزمة المناخ لها تأثير أيضًا. وسيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية، كما أن الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر شدة وتكرارًا، مثل الحرارة والجفاف، تهدد موارد المياه بشكل أكبر.
و أفادت وزارة الداخلية الفلسطينية -التي تديرها حركة حماس في غزة- أن القطاع یعاني أزمة حادة جداً في توفير مياه الشرب في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، حیث أدى النقص المستمر في الوقود والطاقة الى إعاقة إنتاج المياه النظيفة وتوزيعها بسبب إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات معالجة المياه ومرافق الضخّ. وعلى الرغم من أن إسرائيل اعادت تنشيط أحد خطوط أنابيب المياه الثلاثة التي تم إغلاقها بعد الحصار الشامل، إلا ان إمداداتها انخفضت بمقدار 5% من مستوی الإنتاج الطبيعي منذ 22 اكتوبر /تشرين الاول، وفقاً للأمم المتحدة، و أزمة المياه الحادة هذه، تهدّد حياة الفلسطينيين.توقفت السلطات المحلية في غزة عن ضخّ المياه (المالحة) من الآبار إلى المنازل بسبب نفاد الوقود، ولم يبق لدى أغلبية الأسر في القطاع أي مصدر للمياه، سواء للشرب أو للاستخدامات المنزلية الأخرى.

استخدام المیاة کعامل للضغط علی المدنيين
وقال الناطق باسم الوزارة إياد البزم إن الاحتلال لم يضخ حتی لتراً واحداً من مياه الشرب إلى أي من محافظات القطاع لعشرة أیام على التوالي، مما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة تجعلهم عرضة لأزمة صحية خطيرة تهدد حياتهم و خاصة الأطفال و الأمهات. و هذا بعد ما فرض الإحتلال الحصار الشامل علی القطاع اعتباراً من 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري حیث أکد وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي يوآف غالانت بقوله:
«لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود!»

وبموجب ذلك أوقفت شركة میکوروت الإسرائيلية إمدادات مياه الشرب التي تصل إلى بعض مناطق القطاع، خاصة في المنطقة الوسطى وشرقي مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع.

صحة المياه في غزة
تُشير تقديرات المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة (GIWEH) إلى أن 97% من المياه في غزة غير صالحة للشرب. وتوقّع تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2012 أن تصبح مشكلة تلوُّث المياه في غزة غير قابلة للإصلاح وأرضها غير صالحة للسكن خلال 10 سنوات.
 ويعاني نصف أطفال غزة من أمراض تنقلها المياه، وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية. فيما تشير إحدى المنظمات الحقوقية إلى أن ربع الأمراض المنتشرة في القطاع ناتجة عن تلوُّث المياه،
و12٪ في المئة من وفيات الأطفال الصغار مرتبطة بالتهابات معوية على صِلَة بالمياه الملوّثة.

حصار العدو الإسرائيلي
وتنتج أزمة المياه في غزة عن عدة أسباب مترابطة، أخطرها الحصار الإسرائيلي الذي أثّر سلباً على كمية ونوعية المياه من خلال السيطرة على الحدود التي تحول دون وصول المواد الأساسية كمواد البناء، والهجمات الصاروخية على مرافق وشبكات المياه والصرف الصحي ومحطة الطاقة في القطاع، إلى جانب نقص التغذية بالكهرباء.
وتبيع «إسرائيل» جزءاً محدوداً من المياه للفلسطينيين في غزة، وفيما تنقل المياه من شمال الأراضي التي تسيطر عليها إلى جنوبها، لا يُسمح للفلسطينيين بنقل المياه من الضفة الغربية إلى غزة.کما تفید تقاریر الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، أن نسبة إنتاج المیاه انخفضت إلی 5% من المستويات الطبيعية، حیث تصل 3 لترات من الماء لکل شخص في غزة بشکل یومي. لکن هذا أقل بكثير من الحد الأدنى المطلق الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 50 لترًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الشرب والطهي والنظافة.

وضع المياه الصحي في غزة
و تفید تقاریر لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS): «إن الماء الوحيد الذي يملكه الناس هو في الأساس مياه البحر غير الصالحة للشرب الممزوجة بمياه الصرف الصحي. ويُجبر البعض على الشرب من آبار المزارع، وفقاً لمنظمة أوكسفام غير الربحية».
وقال مازن غنيم، رئيس سلطة المياه الفلسطينية، في حالة عدم تدخل واسع النطاق، فإن نقص المياه سيؤدي إلى «كارثة إنسانية» في غزة.بینما ظهرت آمال بعد إعلان وصول المساعدات المحملة بالمياه والغذاء والإمدادات الطبية إلى جنوب غزة عبر معبر رفح على الحدود مع مصر، إلا أن السلطة أعلنت أن غزة حصلت على 60 ألف لتر فقط من المياه، السبت و أفاد الأخیر في مقابلة تلفزيونية أن تغطية الاحتياجات الأساسية لـ 2.3 مليون شخص يعيشون في القطاع يتطلب 33 مليون لتر  يوميًا.من اللواضح أن سيطرة الکیان الصهیوني على نظام المياه في غزة جعلت الوضع أكثر صعوبة، خاصة فيما يتعلق بالأجزاء المسموح بدخولها إلى القطاع و الکثیر من الخبراء يقولون إن وضع المياه سيكون «كارثيًا في المستقبل».

 

این خبر را به اشتراک بگذارید